يولد بعض الناس بشغفٍ ورغبةٍ تُمكّنهم من معرفة ما سيفعلونه لبقية حياتهم. لم يكن هذا حالي بسبب الخيارات والثقافات العديدة التي تعرّفت عليها خلال نشأتي. أردتُ أن أمارس كل شيء: من الطب إلى التجارة الإلكترونية، إلى ريادة الأعمال، إلى أن أُغيّر العالم.
لهذا السبب استغرق الأمر مني وقتًا أطول حتى أدركت أنني أريد تأسيس شركات للتجارة الالكترونية والاستقلال المالي .
بالطبع يا صديقي هناك بعض الأشخاص محظوظون بما يكفي للعثور على وظيفة أو بدء عمل تجاري حيث يجدون نقطة التركيز المفضلة لديهم حيث يلتقي الشغف بالهدف.
إنهم يكسبون عيشهم من خلال ما يحبونه، وينظر إليهم العالم بعين العطف. مع ذلك، لديّ شعور بأن هناك الكثير من الناس لا ينطبق عليهم هذا الوصف.
على مر السنين، فكر العديد من الناس في الملاءمة المثالية – مكان ما تتوافق فيه شغفنا ومواهبنا وإحساسنا بالهدف معًا في حياة مدفوعة بالمهمة حيث نحل مشكلة ذات مغزى في العالم.
أيهما أفضل ؟ العمل المبني على الهدف أم المبني على الشغف؟
1- العمل المبني على الشغف؟
الأعمال التجارية التي يحركها الشغف تُبنى حول شيء يحبه مؤسسها شخصيًا. غالبًا ما تنبثق هذه الأعمال من هوايات أو اهتمامات أو مهارات تُضفي على رائد الأعمال السعادة والرضا.
وغالبًا ما يُنظر إلى الشغف على أنه رغبة مُلحة – عاطفة قوية تُثيرنا وتُحفزنا. إنه الشرارة التي تُبقينا مستيقظين حتى وقت متأخر من الليل، نعمل على مشاريع تُلهمنا الفرح أو الفضول. إنه يُضفي علينا الطاقة والحماس، قوة تدفعنا للمخاطرة والسعي وراء ما يُشعرنا بالحيوية.
ومع ذلك، قد يكون الشغف عابرًا. فما يثيرنا اليوم قد لا يحمل نفس الجاذبية غدًا. هذه الطبيعة المتغيرة باستمرار قد تؤدي إلى مشاعر عدم اليقين أو الإحباط عندما يعجز الشغف وحده عن دعمنا على مر الزمن.
2- العمل المبني على الهدف؟
الأعمال التجارية الموجهة نحو هدف تُبنى على حل مشكلة أو خدمة رسالة أسمى.
وغالبًا ما يرتبط الهدف بشعور أعمق وأكثر ديمومة بالهدف. إنه “السبب” وراء أفعالنا – التزامنا طويل الأمد بشيء ذي معنى وتأثير. يتعلق الأمر بالرؤية الأوسع أكثر منه بالإثارة اليومية. يمكنه أن يرشدنا في الأوقات الصعبة، ويمنحنا المرونة والوضوح حتى عندما يتلاشى الشغف.
مع أن الهدف قد يوفر الاستقرار، إلا أنه قد يبدو أحيانًا عبئًا ثقيلًا دون الإثارة المباشرة للشغف. قد تصبح الحياة التي يحركها الهدف وحده رتيبة إذا أغفلنا الفرح والطاقة اللذين يجلبهما الشغف.
إيجاد التوازن: ماذا يحدث عندما يلتقي الشغف بالهدف؟
يتجلى السحر عندما يجتمع الاثنان. الشغف هو الوقود، بينما الهدف هو الخارطة. عندما ينسجم الاثنان، تشعر بشعور عميق بالإنجاز. تخيل أنك تعمل على شيء يثير شغفك بشدة، وأنت تعلم أنه يساهم في قضية أسمى أو يخدم غاية أسمى. هذا يخلق تآزرًا يسمح بتحفيز مستدام، ونمو طويل الأمد، وحياة أكثر معنى.
لنأخذ مثال رواد الأعمال الذين يبنون أعمالهم حول قضايا يؤمنون بها. شغفهم بحل مشكلة أو ابتكار شيء جديد يُلهمهم، لكن هدفهم – إحداث تأثير، أو خدمة الآخرين، أو ترك إرث – هو ما يُبقيهم على قيد الحياة في الأوقات الصعبة. فهو يُرسّخ شغفهم، ويمنحه إطارًا للازدهار.
نصيحتي إليك يا صديقي
ليس بالضرورة أن يكون الشغف والهدف متنافيين. بل إنهما يزدهران عندما يتعايشان. الأول يُضفي البهجة والحماس على رحلتك، بينما يُضفي الآخر عمقًا وعمقًا. معًا، يُنشئان حياةً أكثر توازنًا واكتمالًا. لذا، بدلًا من اختيار أحدهما على الآخر، اجتهد في دمجهما، وستجد نفسك على طريقٍ مُبهجٍ وذا معنى.