قد يصعب إقناع أنفسنا بمغادرة أسرّتنا الدافئة في الصباحات الباردة. جميعنا نحتاج إلى دافع. جميعنا نحتاج إلى شيء يضغط على زرّ التحفيز الأحمر الكبير في عقولنا، فيدفعنا إلى الاستيقاظ والانطلاق! انطلق! انطلق!
أظهرت الدراسات أن الناس يجدون دافعًا أكبر في فكرة تحقيق ارتفاعات جديدة في العمل، وإحداث فرق في مجتمعهم من خلال عملهم، والحصول على الثناء من القادة الذين يحترمونهم، أو ردود الفعل الجيدة من العملاء، مقارنة بفكرة التحفيز بالتعويضات.
يفضل الموظفون، وخاصة جيل الألفية، أن يعرفوا أن العمل الذي يقومون به ذو معنى وأنهم يقومون به بشكل جيد، بدلاً من أن يعتمد نجاحهم على رواتبهم.
بالطبع تطورت توقعات الناس على مدار العقود القليلة الماضية. فكان الناس في السابق سعداء للغاية بمجرد حصولهم على وظيفة. ثم لم يعودوا سعداء. كانوا يريدون مسيرة مهنية تُشعرهم بالرضا… ما يريده الناس هو المعنى، والرسالة، والهدف، وتحقيق الذات، وأعتقد أن على الشركات أن تُلبي هذه التوقعات.
من الواضح أننا لا نستطيع إيجاد هدفنا في حساباتنا المصرفية فحسب. فأين وكيف نجده؟
لذا بصفتي محاضر وأعمل في مجال التجارة الالكترونية من سنوات ليست بقليلة أشجع جميع المسوقين على طرح هذا السؤال على عملائهم.
وهو كيف نجد الهدف الذي يدفعنا نحو العمل؟
هناك قيمة كبيرة في العمل مع عميلك لوضع خريطة واضحة وملموسة للهدف من عمله. لقد أدركتُ أنه من خلال حثّ العملاء على تحديد أهدافهم بدقة وتحديد احتياجات أصحاب المصلحة بوضوح، يُمكن تحقيق شعور جديد بالتوافق الهادف في المؤسسة.
عندما يعمل قادة المنظمة بهدف واضح ويتواصلون بشكل مستمر وواضح بشأن هذا الهدف مع فرقهم، فإن ذلك قد يغير ديناميكية العمليات اليومية بأكملها.
بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت كمسوق لديك فهم واضح للغرض الأساسي من العمل، فيمكنك تطوير رؤية فريدة حول كيفية إيصالهم إلى حيث يحتاجون إلى الذهاب، وما هي العوامل الدافعة التي ستأخذهم في المستقبل.
يجب أن تسأل العميل: كيف يُمكن لكل خطوة تتخذها في أعمالك اليومية أن تقودك نحو هذا الهدف؟ ما هو الهدف الذي يدفع كل قرار تتخذه؟ كيف تُعطي كل موظف هدفًا ومعنىً في عمله اليومي؟
إن امتلاك هذا النوع من البصيرة في متناول أيدينا لهو أمرٌ بالغ الأهمية. فهو يسمح لنا بتوجيه عملائنا نحو المستقبل – بعد ثلاث أو خمس أو عشر سنوات – ونريد أن نمنحهم الثقة بأن لأفعالهم معنى، وأن فريقهم سيتمتع بتناغمٍ قوي، في إدراكٍ مشتركٍ لهدفٍ ملموس.
سيكون هذا بمثابة دافعٍ قويٍّ لهم، وحماسٍ يدفعهم لترك العمل الجاد في الصباح، مدركين أنهم لا يعملون فقط لشخصٍ ما، بل يسعون لتحقيق هدفٍ ما.